بيروت- 15/12/2024: بعد غياب عن الإعلام، تطلّ الكاتبة اللبنانية منى طايع في حلقة نارية بامتياز من برنامج “ما بتقطع” مع رنا أسطيح عبر منصة “هنا لبنان”، لتكشف لأوّل مرّة وبجرأة كبيرة عن آراءها الصريحة بموضوعات إشكالية مثل حقوق المرأة، الحريّات الجنسية، الإلحاد وغيرها. طايع التي قدّمت للشاشة مجموعة من أهم الأعمال الدرامية تستعيد في هذه الحلقة مشوارها في الكتابة الدرامية وتتوقّف عند مراحل مفصلية من حياتها ونتاجها الفني لتفتح دفاتر ذكرياتها وأسرارها انطلاقاً من كواليس الصناعة الدرامية ووصولاً الى العلاقات الإشكالية التي جمعتها في مراحل معيّنة بنجوم ومخرجين وكتّاب آخرين.
صانعة النصوص والنجوم استعادت ذكريات النص الأوّل لها عصر الحريم الذي كتبته عندما كانت لا تزال في العشرين من عمرها لتكشف أن شخصية ليلى حداد في المسلسل تشبه شخصيتها الحقيقية الى حدّ كبير معترفةً “كنت أحلم بتجسيد هذا الدور” ولكن عندما أبصر المسلسل النور بعد نحو 10 سنوات من كتابته لعبت هذه الشخصية الممثلة نادين الراسي. وعند سؤالها طايع عن خلافها السابق مع الراسي شرحت: “نادين صرّحت في الماضي أن منى طابع انتهت وأنا أقول لها اليوم ابتعدي قليلاً عن السوشال ميديا وعن مشاركة حياتك الشخصية بتفاصيلها لان نادين ممثلة رائعة وقد جسّدت هذه الشخصية وسواها باتقان وموهبة كبيرة”.
طايع المتمرّدة في نصوصها كما في فصول حياتها الشخصية تحدّثت عن الحب الأوّل بعمر السادسة عشرة وعن العلاقة الأطول بين علاقاتها العاطفية المرتبكة بسبب صعوبة فهم الرجل لامرأة حرّة مثلها، لتعترف أنها تجد رجل الأحلام في المسلسلات التي تكتبها بمواصفات ترضيها أكثر بكثير من مواصفات الرجال الذين أغرمت بهم في حياتها. وتعترف: “لم أخض تجربة المساكنة مع أنني أؤيّدها والسبب أنني لا أطيق أن أعيش تحت سقف واحد مع أي رجل لأنني أقدّس حرّيتي واستقلاليتي”، معترفةً أنها كانت متمرّدة منذ الطفولة وأنها دفعت أثمان باهظة في حياتها نتيجة خياراتها الحرّة بعضها على صعيد العلاقات العاطفية ونظرة المجتمع لها وبعضها الآخر على صعيد الوحدة التي كانت واعية أنها قد تعاني منها مع أنها لا تمانعها لا بلّ تحبّها.
ومن الحب الى الأيمان تعترف طابع للمرّة الأولى بإلحادها وتقول انها حاولت كثيراً أن تستعيد ايمانها ولكنها لم تستطع موضحةً أن ذلك أحد أسباب عدم رغبتها بإنجاب الأطفال قائلةً” لم أفكّر يوماً بالأمومة لأنني لم أشأ أن أجلب الأولاد الى عالمٍ لا أؤمن بوجود الله فيه”، موضحةً أنها تحسد من لديه إيمان لأنه ينعم بالطمأنينة والسلام وتؤكّد أنها امتنعت في السابق عن افشاء هذا الموقف لئلاّ تؤثّر في أحد أو في معتقدات من يتابعونها.
المؤلّفة الغزيرة التي كتبت أكثر من 250 شخصية نسائية في مسلسلاتها ترى أنها عكست صوت المرأة وقضاياها في أعمالها معترفةً بأنها تكره نموذج المرأة الضعيفة وتعتبر أن كل امرأة قادرة على استعادة حقوقها ومكانتها في المجتمع عندما تستنهض قوتها الداخلية وتركّز في استقلاليتها وقالت: “تعجبني إليسا من بين النجمات. أحبّ تحرّرها وجرأتها. إنها امرأة حرّة ومستقلّة في مواقفها وآرائها ولا تخشى أبداً المواجهة”.
بالتوازي، عبّرت منى طايع عن اعجابها بالنجمتين كارول سماحة وهبة طوجي، قائلةً “هما وحشتا مسرح وصاحبتا مواهب عالية المستوى في الغناء والأداء”.
وعندما خيّرتها مقدّمة البرنامج ما بين نادين نسيب نجيم وماغي بو غصن وباميلا الكك وسيرين عبد النور اختارت التعامل مع عبد النور في مسلسلها القادم بما أنها سبق ورشّحتها لأداور في مسلسلاتها ولكنها تعاونهما لم يتمّ بعد.
أما عن نجوم لبنان الشباب ومن بينهم يوسف الخال وبديع أبو شقرا وباسم مغنية وعمّار شلق وسواهم فقالت: هم نجوم في لبنان ويستحقون نجومية أكبر في العالم العربي، فنجومنا لا ينقصهم شيء. وسألت: ألا يستحق يوسف الخال أن يكون نجماً عربياً؟ وألا يستحق يورغو شلهوب أن يكون نجماً عربياً؟” وتابعت: “للأسف شركات الإنتاج لا تولي مجال صناعة النجوم الاهتمام الكافي وتركّز فقط على أسماء معيّنة”.
وعن الممثل الذي لا يقنعها بأدائه التمثيلي على الرغم من نجوميته الكبيرة، فاختارت النجم عابد فهد معتبرةً أنها لا تجده مقنعاً بأدائه.
وعن سبب غيابها عن كتابة مسلسلات جديدة للشاشة منذ نحو أربع سنوات، تقول: “الموضوع ليس عندي بل عند شركات الإنتاج والمحطات المحلّية التي لم تعد تملك المال لشراء الأعمال الدرامية”، مفصحةً أن مسلسلها الجديد يقع في قالب من التشويق والغموض وأنه ينتظر الظروف الملائمة ليبصر النور.
منى طايع الذي سبق وصرّحت ان المخرج الوحيد الذي فهم نصّها جيدا هو ميلاد أبي رعد، تحدّثت عن علاقتها الإشكالية بالمخرجين ايلي برباري ودزيريه دكاش وشارل شلالا وايلي حبيب ووجهت لهم الانتقادات. أما عن المخرج فيليب أسمر فقالت “هو من أهم مخرجي عصره وليس فقط في لبنان وإنما في العالم العربي”. أما عن الكاتبات فأبدت طايع اعجابها بنص نادين جابر واعتبرت ان هذه الأخيرة تتميّز بتطوير الأبعاد السيكولوجية لشخصيّاتها ما يكسبها قدرةً على الاقناع والنجاح.
وطايع التي بدأت مشوارها الفنّي في التمثيل قبل أن تخوض مجال الكتابة الدرامية أكّدت ” ولا دور مثلتو كنت مقتنعة فيه مية بالمية”، وعن دورها في فيلم “غدي” الذي كسرت من خلاله قرار اعتزال التمثيل لمرّة واحدة فقط، قالت: “كان عملاً استثنائياً وجورج خبّاز عبقري من بلدي فهو كاتب ومخرج وممثل وملحن عظيم فقد أبدع في هذه المجالات كلّها”.